هل يقبل المسيحيون ترشيح حبيب الشرتوني
د.نسيب حطيط
حبيب الشرتوني لبناني ماروني منذ أكثر من عشر سنوات ،مقاوم من المقاومة الوطنية اللبنانية أعترف بإغتيال بشير الجميل بعد إنتخابه رئيسا للجمهورية بدوافع سياسية وفق عقيدته الحزبية والوطنية والتي تعتبر الجميل مذنبا بالمعطى الوطني لتحالفه مع بما يخالف للدستور اللبناني الذي يعتبر اسرائيل عدوا للبنان .
سمير جعجع لبناني ماروني منذ أكثر من عشر سنوات مقاوم من القوات اللبنانية ،أدين بتهمة قتل الرئيس رشيد كرامي رئيس الحكومة اللبنانية ،وفق عقيدته الحزبية التي تعتبر الرئيس كرامي عدوا له وعقبة امام مشاريعه التقسيمية وقد حاز جعجع على عفو عام من المجلس النيابي تحت شعار طي صفحة الحرب الأهلية والمصالحة الوطنية مما أفسح المجال له للترشح لرئاسة الجمهورية.
يسأل البعض ..لماذا لم يتم العفو عن حبيب الشرتوني بنفس الشعار الذي أطلق للعفو عن سمير جعجع ؟
هل لأن حزبه وحلفاؤه لم يطرحوا المقايضة والشمولية وأقتصرت المقايضة على العفو عن متهمي أحداث الضنية ومجدل عنجر وبقي الشرتوني يتيما ؟مع أن ماقام به هو فعل سياسي انخرط فيه كل اللبنانيين مابين العامين 1975 و1990 تاريخ توقيع اتفاق الطائف .
وإذا كان مسموحا لغيره الترشح للرئاسة ..ألا يحق له الترشح أيضا؟ وإذا كان ذلك يستفز عائلة الجميل وأنصاره ومؤيدوه ..ألا يستفز ترشيح جعجع عائلة كرامي وأنصاره ومؤيدوه وعوائل كل الذين أتهم جعجع بقتلهم وأدانته المحكمة واثبت العفو العام الجرم وألغى العقوبات المترتبة ،وكأن الفعل لم يك أصلا بالقانون لكنه عند الله سبحانه وعند الناس لازال قائما لأن أولياء الدم لم يتنازلوا ولم يسامحوا الفاعل .
إذا وافق المستقبل بزعامة الحريري على ترشيح جعجع وأنتخبه مع علمه بأفعاله فكيف سيبرر متابعة الإدعاء ضد المتهمين بقتل والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري فمن يقبل بدعم المدان بقتل رئيس الحكومة السابق –كرامي – يكون قد شرع باب القتل للآخرين من منظور سياسي .
من سيمنع العميل أنطوات لحد من الترشح للرئاسة وهو الذي بقي يقيض رواتبع مع جنوده حتى العام 1990 ووالبعض يقول حتى العام 1996 حين ألغاها وزير الدفاع محسن دلول .
صحيح ان الحروب الأهلية تنتهي بتسويات ومصالحات وبالتسامح والعفو ،لكن بشرط ان يتراجع المذنبون عن أخطائهم ويتعظوا ويتعهدوا بعدم العودة لذنوبهم وتحالفاتهم التي تبشر بحرب أهلية جديدة وتهدد وطنهم وأهلهم وتخالف الدستور مع أن الحرب القديمة لم تنتهي بعد، فالمهجرون لازالوا خارج قراهم والمفقودون لم يعودوا بعد والشهداء لم ينصفوا بعد والإقتصاد لم يتعافى بعد .. فمن يضمن ان لاينتفض أصحاب الحقوق المسلوبة والثأر ممن ظلمهم ؟
رئاسة الجمهورية رمز وطني يمثل الوطن ورأس القيم الوطنية فهل يمكن الإستهتار بها... وهل يمكن حماية العدالة والسلم من قبل المدان من القضاء والعابث بالأمن في كل الإتجاهات ؟
ماذا سنقول للأسرى والشهداء والمفقودين والأيتام والأرامل والأحياء إذا رأوا انطوان لحد في قصر بعبدا؟
هل ستنتخبون من يدعو لنزع سلاح الدفاع عن لبنان ويبرأ العدو الإسرائيلي من الإعتداءات ويرفع شعار فليحكم التكفيريون وينفي إحتلال معلولا وكنائسها ؟
إذا كان البعض قد قبل عضو الكنيست الإسرائلي عزمي بشارة كوطني ومفكر وهو الخادم للكيان الصهيوني كعضو في لجنة الأمن في الكنيست وباحث في معهد فان لير الإسرائيلي في القدس الغربية ، ولا يُمكن أن يُصبح أي شخص(عضو في الكنيست الصهيوني )إلابعد أن يُقسم ب(الولاء للمشروع اليهودي ولحدوده),والعمل على تحقيق اهدافه والحفاظ عليه والإلتزام بقوانينه,وهكذا صار(عزمي بشارة)عضوا في كنيست هذا المشروع عندما كان المقاومون يهددون الأمن الإسرائيلي ليدافع عن كيان العدو ثم تحول لمفكر للربيع العربي ليستكمل دوره في حماية الأمن الإسرائيلي فهل سيقبل من تحالف مع اسرائيل وقاتل معها وحفظ أمنها ؟
ماذا سنقول لشيخ الشهداء راغب حرب والسيد عباس الموسوي ومحمد سعد وسناء محيدلي وسهى بشارة هل انتم ارهابيون ام مقاومو..ن وهل سيلغي الرئيس الجديد عيد المقاومة والتحرير ويعيد اتفاق 17 ايار ؟هل ستطلقوا الجواسيس المسجونين طالما أن العمالة وجهة نظر ونهج سياسي. وبما أنهم موزعون طائفيا وفق ال6و6 مكر فليترشحوا للرئاسات الثلاث والحكومة والمجلس النيابي، طالما ان العهد القادم برنامجه نزع سلاح المقاومة و التحالف مع العدو الإسرائيلي .
الإستراتيجية الدفاعية تبدأ بحماية ظهر المقاومة في الداخل وأن لاتطعن من الظهر ،وإلغاء ثلاثية الشعب والجيش والمفاومة أولى علامات العهد الجديد وترشح السيد جعجع علامة ثانية ومطاردة المقاوم الشرتوني علامة ثالثة فهل سنصل الى الدليل الثابت لهزيمة المقاومةبإنتخاب رئيس ولد من ثقافة التحالف مع اسرائيل ولماذا لاتبادر قوى المقاومة لطلب العفو عن المقاوم الشرتوني طالما ان البعض يطالب بالعفو عن العملاء الفارين لإسرائيل .
هل تقبل قوى المقاومة بالعدالة العرجاء والعين الواحدة وترضى بعدالة (قراقوش )الذي حكم على أحد جنوده الذي أجهض زوجة احد الفلاحين بأن يغتصبها ويعيدها لزوجها حاملا كما كانت !
لاتقتلوا الشهداء ثانية ولاترجموا النساء اللواتي اغتصبهن المجرم... قاوموا لكي تبقى العدالة وثقلفة المقاومة.